المطاردة الصامتة: يوم من الأسرار والخطر (خيال)

تم النشر بواسطة Vusal Shahverdiyev في

لم تكد الشمس تشرق حتى وصلت الرسالة، تنزلق بصمت تحت باب شقة البنتهاوس. كان الرجل مستيقظًا لساعات، يحدق من النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف في ملاذه البسيط، والمدينة تنبض بالحياة في الأسفل دون أن تُقدّم أي إجابات. اسمه، المكتوب بخط أنيق على الظرف الأبيض الناصع، أرسل قشعريرة في جسده. كانت دعوةً للعمل، نداءً إلى شيء يتجاوز المألوف، وشعر بثقلها حتى قبل أن يفتح الرسالة.

فتح الرسالة بحركة متمرسة وقرأ السطر الوحيد المطبوع بداخلها:

الإجابات التي تبحث عنها موجودة عند الرصيف القديم. منتصف الليل. تعالَ وحدك.

لا توقيع. لا مزيد من التوضيح. لكنه لم يكن بحاجة للمزيد. لقد سلك هذا الطريق من قبل. كان الخطر رفيقه الدائم، جزءًا لا يتجزأ من حياته، تمامًا مثل البدلات الفاخرة التي يرتديها أو بريق عينيه الحاد.

نهض، يُنعم قماش سترته الجلدية الداكنة. وبينما هو يفعل، لمح انعكاسه في المرآة - رجلٌ قوي، لا يُمس، وخطير. سيحمل اليوم القادم معه نصيبه من المخاطر، لكنه كان مستعدًا. لطالما كان مستعدًا.

كانت الشوارع في الخارج هادئةً بشكلٍ مُخيف، مُتناقضةً بشكلٍ حادٍّ مع صخب المدينة. كان الرجل يتجوّل في المدينة بِسهولةٍ مُعتادة، مُندمجًا في الزحام وهو يشقّ طريقه نحو الرصيف القديم. تقدّمت المباني من حوله، وتلاشى بريقها، لكنها لا تزال تُخفي هالةً من الغموض - أسرارًا مدفونةٍ في أعماق جدرانها المُتهدّمة. شعر بثقل العيون عليه، لكن لم يعرف أحدٌ من المُتفرّجين من هو حقًا. بالنسبة لهم، كان مجرد رجلٍ أنيقٍ في مدينةٍ مليئةٍ بالغرباء. لكنه لم يكن مجرد رجلٍ عادي.

بدا الرصيف أمامه، مظلمًا ومُنذرًا بالسوء في ظلام الليل المُتزايد. اقترب بحذر، مُدركًا أن لا شيء يبدو بهذه البساطة. كانت غرائزه حادة كالشفرة، شحذتها سنوات من التغلغل في عالم السلطة والنفوذ. لقد دُعي إلى هنا لسبب وجيه.

لم يكن يعلم من أرسل الرسالة، لكن كانت لديه شكوكه. لقد التقى بأعداء من قبل - رجال يختبئون في الظل، يُحركون خيوط أخطر ألعاب العالم. لم يكن هذا اللقاء صدفة، بل كان جزءًا من مخطط أكبر، وكان هو في قلبه.

بينما كان يخطو على خشب الرصيف المتآكل، اشتدت الرياح، ضاربةً ضباب المحيط على وجهه. شعر بها - ذلك التغير الطفيف في الهواء، والبرودة المألوفة التي أنذرته بوجود خطب ما. نظر حوله، وعيناه الحادتان تمسحان المنطقة بحثًا عن أي أثر للحركة.

ثم كسر الصمت صوت ناعم.

"لقد أتيت."

خرجت امرأة من الظلال، يحيط بظلها ضوء مصباح الشارع الخافت. كانت طويلة القامة، بملامح أنيقة بدت رشيقة للغاية بالنسبة للبيئة الخطرة المحيطة بهما. انسدل شعرها الأسود على كتفيها، وعيناها - تلك العيون - تشتعلان، شرارة من شيء خطير تحت السطح.

أجاب بصوتٍ منخفضٍ ومسيطر: "لم يكن لدي خيار. ما الأمر؟"

اقتربت، وصوت كعبيها ينقر الخشب برفق. قالت، وعيناها تتجهان نحو الماء تحتهما: "هناك ما هو أكثر مما تتصورين. لقد كنتما تسيران على خط رفيع لفترة طويلة. هناك من يريد إبعادكما عن المشهد."

عبس الرجل. لم يتراجع. "ليس من السهل التخلص مني."

ابتسمت المرأة ابتسامة خفيفة، لكنها لم تصل إلى عينيها. "أعلم. لهذا السبب أنا هنا. لمساعدتك. أو للتأكد من أنك لن تقع في مشكلة أكبر منك بكثير."

أخرجت ورقة صغيرة مطوية من جيبها وناولته إياها. فتحها، وعيناه تفحصان الرسالة الغامضة المكتوبة بالحبر الأسود:

لقد تغيرت اللعبة. الوقت يمر. لستَ الوحيد الذي يراقب.

وضع الورقة في جيب سترته. "من هذه؟"

خفّت نظراتها، لكنها لم تُجب. بل استدارت وأشارت له أن يتبعها. "تعال معي. هناك مكانٌ يجب أن تكون فيه."

ساروا بسرعة عبر المدينة، وقادته المرأة عبر أزقة ضيقة وشوارع جانبية لم يلاحظها من قبل. تلاشى صوت المدينة في صمت متوتر، ولم يستطع إلا أن يتساءل إن كان يُجرّ إلى أمر أخطر بكثير مما يتصور.

توقفا أمام مبنى قديم، بلا علامات، بدا وكأنه يطنّ بثقل الأسرار. التفتت إليه، وعيناها تبحثان في وجهه عن أي بادرة تردد.

"هل أنت بالداخل أم بالخارج؟" سألت بصوت هادئ ولكن عاجل.

نظر إليها طويلاً، يقرأ ملامحها. كان هناك شيءٌ ما فيها - شيءٌ يوحي بأنها تعرف أكثر مما تُظهر. ربما كانت تتلاعب به، أو ربما، ولأول مرة، كانت تقول الحقيقة. على أي حال، كان الطريق أمامه مُحددًا. لم يكن أمامه خيار سوى المضي فيه حتى النهاية.

"أنا موافق"، قال بحزم.

داخل المبنى، كان الهواء مُثقلاً برائحة الخشب القديم والغموض. كانت الغرفة مُضاءة بشكل خافت، تُلقي بظلال طويلة على الجدران. جلس أشخاص في الزوايا، وجوههم مُغطاة بالظلام، لكن وجودهم كان واضحاً لا لبس فيه. توقع الرجل هذا - هؤلاء هم اللاعبون وراء الكواليس، الذين يتحكمون في مجرى السلطة.

وقف رجلٌ، بجسده الطويل يُلقي بظلٍّ طويل على الحائط. كان صوته أجشًّا وهو يتكلم.

قال بنبرة باردة: "كنا نراقبك. ونعرف قدراتك. لكن عليك أن تفهم أن الأمر أكبر منك. الأمر لا يتعلق بالسلطة فحسب، بل بالبقاء."

تقدم الرجل، ونظرته لا تفارقه. "ماذا تريد مني؟"

ضحك الشخص في الزاوية ضحكة مكتومة. "لا نريد منك شيئًا. كل ما نحتاجه هو بقائك على قيد الحياة. إذا أردت أن تتنفس، فاتبع القواعد."

كان التوتر في الغرفة واضحًا، وكان الرجل يعلم أنه يقف على حافة أمر أخطر بكثير مما توقع. لكنه لم يكن خائفًا. لقد مرّ بهذه الظلال من قبل، وسيمرّ بها مجددًا.

بنهاية الليلة، انكشفت المؤامرة. لم تكن هذه المرأة مجرد حليفة، بل كانت جزءًا من شبكة عملاء أوسع، تعمل على كشف شبكة فساد طالت أعلى مراتب السلطة. معًا، كشفوا الحقيقة، ومعها كشفوا الظلام الذي كان يتلاعب بالعالم خلف الأبواب المغلقة.

وقف الرجل خارج المبنى، ينظر إلى أفق المدينة. انتهى الأمر. عادت الأمور إلى نصابها. زال الخطر، ولأول مرة منذ زمن طويل، استطاع أن يتنفس بحرية.

"لقد فعلتها"، قالت بهدوء وهي تقف بجانبه. "لقد رأيت ما هو موجود حقًا."

أومأ الرجل برأسه، ونظره بعيد. "وسأظل أراه. اللعبة لا تنتهي أبدًا. لكن الليلة، فزنا."

مع ذلك، ابتعد، مستعدًا لأي شيء قد يأتي بعد ذلك، مدركًا أن العالم سيكون دائمًا مليئًا بالمخاطر، ولكنه أيضًا مدركًا أنه يمتلك القوة لمواجهتها وجهاً لوجه.

← منشور أقدم منشور أحدث →

خيوط السيادة

RSS

الفخامة مقابل المبالغة: كيف تستثمر في أزياء الرجال الخالدة

Vusal Shahverdiyev بواسطة Vusal Shahverdiyev

هناك فرق بين الأناقة والضجيج. أحدهما يتكلم والآخر يصرخ. الفخامة هي ثقة هادئة تتجلى في سترة جلدية بمقاس مثالي. الضجة هي يأس شعار مُلصق على...

اقرأ المزيد

السترات الجلدية: رمز القوة، إعادة تصور

Vusal Shahverdiyev بواسطة Vusal Shahverdiyev

قليلة هي قطع الملابس التي حملت ثقل التاريخ والأناقة والرمزية كما حملتها السترة الجلدية. كانت السترة الجلدية في الماضي قطعة أساسية للمتمردين ونجوم الروك، ثم...

اقرأ المزيد